مصر بخير .
بقلم د.سحر الموجى
قررت اليوم من باب التغيير أن أغلق باب النكد مؤقتا، وأن أكتب عن شيء جميل، قررت أن أبشركم أن مصر بخير،
لماذا أري استغرابا في أعينكم؟!
«مصر بخير طبعا».. هذه ليست آخر النكات التي برع المصريون في تأليفها للسخرية من حالهم التي لا ترضي عدوا ولا حبيبا، مصر بخير رغم الغلاء المرعب الذي يحاصرنا ورغم الفساد والاستبداد الأمني بأبناء هذا الوطن الذين يقذفون من الشرفات، ويقتل صبيانهم تعذيبا علي أيدي أفراد الشرطة، وتموت بناتهم باسم العفة والطهارة، رغم كل شيء مصر بخير. إنها قناعة حقيقية لدي، صحيح أنها تذبل وتتراجع أمام سيل الأوجاع الذي يحاصرنا لكن بين الحين والآخر تأتيني ومضات تضيء ليلي وتذكرني أن جسد مصر لايزال ينبض بالحياة.
كان الروائي محمد كمال قد طلب مني حضور لقاء أدبي لمجموعة من الشباب يطلقون علي جماعتهم اسم «ابدأ» وذلك في مركز طلعت حرب الثقافي في منطقة السيدة عائشة، وافقت ولم تكن لدي توقعات محددة من اللقاء، هكذا أنا في أغلب الأحيان: أحيا بأقل قدر ممكن من التوقعات، ربما لأن هذا يقودني إلي مفاجآت غير متوقعة.
بدا المكان أنيقا وقد عرفت لتوي من المديرة، أستاذة إيمان عبدالمحسن، أن مكتبة طلعت حرب قد تم تجديدها وتحويلها إلي مركز ثقافي متكامل يمنح الفرصة للأطفال والمبدعين لأن يمارسوا فنونا متعددة ويتيح لسكان المنطقة وكل المهتمين بالثقافة والفنون أن يستمتعوا بعروض ثقافية وفنية، وكان العرض في الحديقة، تكون العرض من قراءات شعرية وقصصية لمجموعة من الشباب الذي رأيت في عيونهم ألق الحلم لا يزال نابضا: فاطمة فكار ودعاء عبده بتلك البشرة المصرية السمراء والضحكة الواسعة الآتية من القلب تقرآن قصصا تفضح عورات الواقع الرديء، محمود منسي بسخرية لاذعة في قصصه وقدرة علي التقاط اللحظات الإنسانية المربكة، وأشعار عامية لوائل فتحي ورامي عادل وخليل عزالدين وجمال خيري امتزجت بالقصص وبالأداء الحركي للشعراء الشباب الذين بدأوا العرض متشابكي الأيدي في ودائرة مغلقة وأجسادهم تواجه الجمهور، ومقاطع غنائية لمحمود وحيد بصوته القوي العذب الواثق من نفسه بلاادعاءواستدعائه لتراث غنائي جميل.
ساحة المركز الثقافي مفتوحة علي السماء تحوطها مآذن منطقة السيدة عائشة عن بعد وأشجار عتيقة وهدوء يبعدك عن صخب القاهرة رغم أنك في قلبها تماما، امتزج سحر المكان بالقصص والأشعار والأغاني فتركت نفسي لموجة سحر رائقة، هؤلاء الشباب لم ينشروا بعد أول كتاب لهم لكن كتاباتهم تتسم بالثقة من الأدوات والقدرة علي التعبير عن هموم جيلهم وتطرح حالة كثيفة من الاغتراب، صفقت كثيرا لهم، وكنت أصفق لمصر التي لا تفتأ تنجب مبدعين يتحدون بإبداعهم دوائر القهر التي تزداد ضيقا.
بعد انتهاء القراءات توالت أسئلتهم لي، شعرت بالخجل يداهمني.. من أنا حتي أرد علي أسئلة كبيرة تطرح قضايا ثقافية عامة وتتساءل عن مستقبل القصة القصيرة في مصر؟! منحت ما لدي من تكهنات وتبرأت من أن لدي إجابات جاهزة في مجتمع ثقافي يبدو أحيانا شديد العشوائية، لكنني أكدت علي شيئين: أنني فرحة بهم وبمستوي النصوص التي قدموها وأنني أخاف عليهم من الانكسار. قلت لهم: «الحياة صعبة وطريق الكتابة شاق، أرجو ألا تتراجعوا». وكانت ابتساماتهم الواسعة وتأكيداتهم أنهم متمسكون بالحلم.
بقي أن أخبركم أن جماعة «ابدأ» تتكون من شباب لا تتعدي أعمارهم الخامسة والعشرين، طلبة جامعات وخريجين بدأوا مجموعتهم من عامين ليس أكثر ولم يتعد شرطهم الانضمام لـ«ابدأ» أن يتميز العضو الجديد بعشق الكتابة والطموح، يعقدون اجتماعا أسبوعيا في أتيليه القاهرة ويبحثون عن أماكن تسمح باستضافتهم لتقديم هذه العروض الأدبية -الفنية. تتميز «ابدأ» بهذا الشكل المسرحي لتقديم الأدب، ومن هنا يأتي المزج بين القصص والشعر والموسيقي والغناء والأداء الحركي، وخلف هذا الاختيار تقف رغبتهم في التواصل مع الناس العاديين خارج الدوائر الثقافية المعتادة.
كانت ليلة السبت ١٨ أغسطس يوما خاصا جدا بالنسبة لي، جاءتني كومضة شهاب مارق، ذكرني أن مصر ولادة لا تفتأ تقاوم القهر والفقر والمرض بالإبداع والفن وطموح ناسها أن يتحققوا. مصر بخير طبعا طالما قبض شبابها المبدع علي جمر الحلم بغد أكثر إنسانية
«مصر بخير طبعا».. هذه ليست آخر النكات التي برع المصريون في تأليفها للسخرية من حالهم التي لا ترضي عدوا ولا حبيبا، مصر بخير رغم الغلاء المرعب الذي يحاصرنا ورغم الفساد والاستبداد الأمني بأبناء هذا الوطن الذين يقذفون من الشرفات، ويقتل صبيانهم تعذيبا علي أيدي أفراد الشرطة، وتموت بناتهم باسم العفة والطهارة، رغم كل شيء مصر بخير. إنها قناعة حقيقية لدي، صحيح أنها تذبل وتتراجع أمام سيل الأوجاع الذي يحاصرنا لكن بين الحين والآخر تأتيني ومضات تضيء ليلي وتذكرني أن جسد مصر لايزال ينبض بالحياة.
كان الروائي محمد كمال قد طلب مني حضور لقاء أدبي لمجموعة من الشباب يطلقون علي جماعتهم اسم «ابدأ» وذلك في مركز طلعت حرب الثقافي في منطقة السيدة عائشة، وافقت ولم تكن لدي توقعات محددة من اللقاء، هكذا أنا في أغلب الأحيان: أحيا بأقل قدر ممكن من التوقعات، ربما لأن هذا يقودني إلي مفاجآت غير متوقعة.
بدا المكان أنيقا وقد عرفت لتوي من المديرة، أستاذة إيمان عبدالمحسن، أن مكتبة طلعت حرب قد تم تجديدها وتحويلها إلي مركز ثقافي متكامل يمنح الفرصة للأطفال والمبدعين لأن يمارسوا فنونا متعددة ويتيح لسكان المنطقة وكل المهتمين بالثقافة والفنون أن يستمتعوا بعروض ثقافية وفنية، وكان العرض في الحديقة، تكون العرض من قراءات شعرية وقصصية لمجموعة من الشباب الذي رأيت في عيونهم ألق الحلم لا يزال نابضا: فاطمة فكار ودعاء عبده بتلك البشرة المصرية السمراء والضحكة الواسعة الآتية من القلب تقرآن قصصا تفضح عورات الواقع الرديء، محمود منسي بسخرية لاذعة في قصصه وقدرة علي التقاط اللحظات الإنسانية المربكة، وأشعار عامية لوائل فتحي ورامي عادل وخليل عزالدين وجمال خيري امتزجت بالقصص وبالأداء الحركي للشعراء الشباب الذين بدأوا العرض متشابكي الأيدي في ودائرة مغلقة وأجسادهم تواجه الجمهور، ومقاطع غنائية لمحمود وحيد بصوته القوي العذب الواثق من نفسه بلاادعاءواستدعائه لتراث غنائي جميل.
ساحة المركز الثقافي مفتوحة علي السماء تحوطها مآذن منطقة السيدة عائشة عن بعد وأشجار عتيقة وهدوء يبعدك عن صخب القاهرة رغم أنك في قلبها تماما، امتزج سحر المكان بالقصص والأشعار والأغاني فتركت نفسي لموجة سحر رائقة، هؤلاء الشباب لم ينشروا بعد أول كتاب لهم لكن كتاباتهم تتسم بالثقة من الأدوات والقدرة علي التعبير عن هموم جيلهم وتطرح حالة كثيفة من الاغتراب، صفقت كثيرا لهم، وكنت أصفق لمصر التي لا تفتأ تنجب مبدعين يتحدون بإبداعهم دوائر القهر التي تزداد ضيقا.
بعد انتهاء القراءات توالت أسئلتهم لي، شعرت بالخجل يداهمني.. من أنا حتي أرد علي أسئلة كبيرة تطرح قضايا ثقافية عامة وتتساءل عن مستقبل القصة القصيرة في مصر؟! منحت ما لدي من تكهنات وتبرأت من أن لدي إجابات جاهزة في مجتمع ثقافي يبدو أحيانا شديد العشوائية، لكنني أكدت علي شيئين: أنني فرحة بهم وبمستوي النصوص التي قدموها وأنني أخاف عليهم من الانكسار. قلت لهم: «الحياة صعبة وطريق الكتابة شاق، أرجو ألا تتراجعوا». وكانت ابتساماتهم الواسعة وتأكيداتهم أنهم متمسكون بالحلم.
بقي أن أخبركم أن جماعة «ابدأ» تتكون من شباب لا تتعدي أعمارهم الخامسة والعشرين، طلبة جامعات وخريجين بدأوا مجموعتهم من عامين ليس أكثر ولم يتعد شرطهم الانضمام لـ«ابدأ» أن يتميز العضو الجديد بعشق الكتابة والطموح، يعقدون اجتماعا أسبوعيا في أتيليه القاهرة ويبحثون عن أماكن تسمح باستضافتهم لتقديم هذه العروض الأدبية -الفنية. تتميز «ابدأ» بهذا الشكل المسرحي لتقديم الأدب، ومن هنا يأتي المزج بين القصص والشعر والموسيقي والغناء والأداء الحركي، وخلف هذا الاختيار تقف رغبتهم في التواصل مع الناس العاديين خارج الدوائر الثقافية المعتادة.
كانت ليلة السبت ١٨ أغسطس يوما خاصا جدا بالنسبة لي، جاءتني كومضة شهاب مارق، ذكرني أن مصر ولادة لا تفتأ تقاوم القهر والفقر والمرض بالإبداع والفن وطموح ناسها أن يتحققوا. مصر بخير طبعا طالما قبض شبابها المبدع علي جمر الحلم بغد أكثر إنسانية
المصرى اليوم
2007..9..2
هناك ١٢ تعليقًا:
كويس ..ربما يستطيع اى احد ان يبدأ غد غير متكسر
ربما
إذا كان على الدب فإحنا على اخرنا طاقات إبداعبة بنفجرها فى كل حتة و تحت اى مسمى
وكمان لا نهتم- مع الاحترام لسحر الموجى
التى اعتبرها الفمنيست الجديدة فى مصر الان-
بالنقاد
بس عاوزين اللى بنحبهم من الوسط الثقافى ينتبهوا اننا موجدون
مش بس إبدا كمان مغامير و آدم و إطلالة
انى بقى يا دعاء من ابدأ
كنت احاول ان اتبعهم و لكن الظروف لا تسمح
بكرة يستقر لكم مقر
اناااااااااااا
عااااااااااااوز
ااااااااااشوف قصصك الجديدة
نفسي أنجح أنا كمان في عمل تكوين رائع زي إبدأ وأنا على فكرة سمعت عن اليوم ده وأتمنيت أكون موجوده يارب دايما نجاح
والله هايل الكلام ده ودافع ممتاز لينا وادينا بنحاول
بس
هو سؤال برضك ليه مسمعناش على اليوم ده حتى عن طريق مدونات الأعضاء؟
أعتقد إن فيه مشكلة في التواصل حتى ما بين الجيل الجديد وبعضه
حتى ما بين اعضاء الجماعة الواحدة بتلاقي الناس بسبب ظروفهم ممكن مايشركوش في أحداثها زي توقيع ديوان أو رواية
بس الموضوع أكبر من كده أحنا لازم نسمع بعض عشان نطور بعض ونكبر فكرة التجمعات الأدبية عشان تبقى وسط أدبي خاص بجيلنا اللي لسه بتتكون له ملامح
واللي اعتقد إنه عنده فرصة اكتر من الأجيال اللي فاتت لوجود الأنترنت وسهولة الاتصالات
ألف مبروك يا دعاء ، وألفين مبروك لإبـدأ .......
قد إيه كان نفسي أحضر اليوم ده ، لكن قدر الله وماشاء فعـل !!
.
.
يارب من توفيق لتقدم لازدهار لرقي لعبور للمستقبل دايمًا يا جماعات ....
وخااااالـــص تحياتي
كل سنة وانتى طيبة يا دعاء
رمضان كريم
عين ضيقه
غد غير متكسر
حلو التعبير
ليه لاء
fawest
مش بقولك اما انزل مجموعه
عشان تشتريها
نورتنى
غادة الكاميليا
ان شاء الله تعملى كل اللى تحبيه
.. أتمنى انك تكونى موجوده ف امسياتنا بعد كده
kholio
أهلا بالعضو الفاضل
اه طبعا الكلام جميل من حد اجمل
باسم المليجى
معاك حق يا باسم المفروض اننا نتواصل اكتر من كده وانا شايفه ان ده بدأ يحصل ولو ببطء شديد وفى نطاقات ضيقه
ابراهيم عادل
فى المرات القادمه ابقى ابذل قصارى جهدك
ده انت حتى مجيتش امسيتى
Mohamed Kamal Hassan
وانت طيب يا محمد
كان في اغنية لفريق المصريين أو لاحقا فريق "مصر" وهو فريق غنائي اسسه الموسيقار هاني شنودة وكان لهم شريط ظهر في الثمانينات بعنوان "ابدأ" من جديد، أظن ينطبق عليهم كلمات الأغنية،
مهما كان حلمك بعيد
مهما كان صعب عنيد
حتى في نهاية الطريق
ابدأ من جديد
في حاجات كتير بين ايديك
الكون اسرار عايشة فيك
والشمس الصبح بتناديك
وتقولك ابدأ من جديد
وأظن ينطبق على "ابدأ" أيضا أبيات المبدع نجبب سرور، رحمة الله عليه،0
يعني حتطلع كده الأول بإذن الله
في الشعر والنثر والطيران وما شئتم
يعني حتطلع كده راجل بإذن الله
مش م الخنافس تخاف من هجمة الفانتوم
ده رابط الأغنية للي عايز يسمعها
http://www.esnips.com/doc/4a03938d-1fd1-470f-9773-698c834b7ff9/01_ebda2-men-gideed
وده رابط الشريط كله
http://www.esnips.com/web/masreenebda2/?flush=1
تحياتي لك ولكل من يعمل على حمايتنا من هجمات الفانتوم المعاصرة وما أكثرها
تحياتي واحتراماتي
ضياء
ولو إنها متأخرة
كلام جميل
مبروووك لإبدأ كلها
وانتي خصيصا
تحياتي
اليوم ده كان متعب جدا
بس كان يستاهل التعب
إلى الأمام ياابدأ
الى الامام يادعاء انتي فعلا مبدعة وتستاهلي ..... كل خير
على فكرة !! سحر الموجي بتسلم عليكي
وعلى الناس كلهم وبتقولكم
كل سنة وانتم أكثر ابداعا وحماسا :
كل سنة وانتي طيبة يا دودو
طم طم
كان نفسى احضر يا دعاء بس الظروف مااسعفتنيش
اكيد محصليش الشرف وقابلتلك
بالمناسبه انا مصطفى نوبى اخر الاعضاء المنضمين لجماعه ابدأ
ان شاء الله هاقرأ المجموعه
وم حظى السعيد اكيد انى اشوف البلاج بتاعك
لانى كان بجد كان نفسى احضر يوم التوقيع
اسف
وخيرها فى غيرها
وبالتوفيق
إرسال تعليق